]المطلب الأول: خروج المهدي من علامات الساعة وأماراتها الكبرى ظهور المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، ويلي أمر هذه الأمة ويجدد لها دينها، وهو رجل يحكم بالإسلام ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما، تنعم الأمة في عهده بالخيرات والنعم التي لم تنعم بمثلها قط، قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: في زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم (1) .
وسيكون الكلام عليه في المسائل الآتية:
المسألة الأولى: معنى المهدي المهدي: لغة اسم مفعول من: هداه هدى وهديا وهداية، والهدى: هو الرشاد والدلالة، يقال: هداه الله للدين هدى، وهديته الطريق، وإلى الطريق هداية: أي عرفته (2) .
وقال ابن الأثير: المهدي الذي هداه الله إلى الحق، وقد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة (3) .
وقد وردت هذه الكلمة في أحاديث عديدة، منها حديث العرباض بن سارية، وفيه: «وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» (4) .
وقال ابن الأثير: " ويريد بالخلفاء المهديين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم أجمعين وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم " (5) .
_________
(1) النهاية في الفتن والملاحم (1 / 31) .
(2) انظر: النهاية في غريب الحديث: (5 / 254) ، ولسان العرب (15 / 353، 354) .
(3) النهاية في غريب الحديث (5 / 254) .
(4) جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4 / 126) ، وأبو داود في سننه: كتاب السنة (5 / 13) ، والترمذي في سننه: كتاب العلم (5 / 44) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(5) النهاية في غريب الحديث (5 / 254) .

(1/77)

والمراد بالمهدي هنا: هو الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجيء في آخر الزمان، ويؤيد الدين ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية، ويكون من أهل بيته صلى الله عليه وسلم، ويخرج في زمنه عيسى عليه السلام، والدجال.
وقد وردت في شأن المهدي أحاديث كثيرة ما بين صحاح وحسان وضعاف تنجبر وضعاف شديدة الضعف (1) .
وهذه الأحاديث توضح وتخبر عن خروجه في الناس، وذلك بعد ما يعم الأرض الظلم والفساد والطغيان؛ فيأتي ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت جورا وظلما.
وهو من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبناء فاطمة - رضي الله عنها - وعلى خده شامة كأنها كوكب دري.

[المسألة الثانية اسمه واسم أبيه ونسبه]
المسألة الثانية: اسمه واسم أبيه ونسبه اسم المهدي (محمد) ، واسم أبيه (عبد الله) .
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني - أو من أهل بيتي - يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض. . .» الحديث.
وفي رواية أخرى: «لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» .
وفي رواية أخرى: «يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» ، قال: وقال أبو هريرة: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي. . .» (2) .
_________
(1) صرح بنحوه ابن القيم في المنار المنيف (148) إذ قال: هذه الأحاديث أربعة أقسام: صحاح وحسان، وغرائب، وموضوعة، وكذا قال الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام ص (42) .
(2) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب المهدي (4 / 151) ، والترمذي في سننه: كتاب الفتن (9 / 74) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وذكر الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في منهاج السنة (4 / 211) وأشار إلى صحته.

(1/78)

وأما نسبه: فالروايات الكثيرة تبين لنا أنه من ولد فاطمة البتول، ابنة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام - رضي الله عنها - وعن أولادها الطاهرين.
عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المهدي من عترتي (1) من ولد فاطمة» (2) .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة» (3) .
فهذه الأخبار كلها تؤكد أن المهدي من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ولد فاطمة الزهراء، وهذا ما عليه جماهير الأمة، فلا يسوغ العدول عنه ولا الالتفات إلى غيره من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في المهدي: وهو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه (4) .

[المسألة الثالثة صفة المهدي]
المسألة الثالثة: صفة المهدي من صفات المهدي الواردة في السنة ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " المهدي مني، أجلى
_________
(1) قال الخطابي: العترة: ولد الرجل لصلبه، ويكون العترة للأقرباء وبني العمومة، ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه يوم السقيفة: نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
معالم السنن (4 / 474) .
(2) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب المهدي (4 / 474) ، وابن ماجه في سننه: كتاب الفتن (2 / 1368) ، والحاكم في المستدرك (4 / 557) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2 / 140) .
(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند (1 / 84) وابن ماجه في سننه: كتاب الفتن (2 / 1367) .
ومعنى يصلحه الله في ليلة: يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك، النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير (1 / 55) .
(4) النهاية في الفتن والملاحم: (1 / 31) .

(1/79)

الجبهة (1) أقنى الأنف (2) يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، ويملك سبع سنين» (3) .
ومن الأمور الدالة عليه، أنه يخرج في زمان ساد فيه الجور والظلم، فيقيم هو بأمر الله العدل والحق، ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة، حيث يسقيه الله الغيث فتمطر السماء كثيرا لا تدخر شيئا من قطرها، وتؤتي الأرض أكلها لا تدخر عن الناس شيئا من نباتها، وتكثر المواشي بسبب الخيرات، ويفيض المال فيقسمه بين الناس بالسوية. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا، أو ثمانيا، يعني حججا» (4) .

[المسألة الرابعة مكان خروج المهدي وزمانه ومدة مكثه في الأرض]
المسألة الرابعة: مكان خروج المهدي وزمانه ومدة مكثه في الأرض ليست هناك روايات صحيحة صريحة تدل على مكان خروجه، أو الزمن الذي يخرج فيه، ولكن استأنس أهل العلم في بيان ذلك من مفهوم بعض الروايات وإن لم تكن قطعية.
_________
(1) (أجلى الجبهة) : الأجلى: الخفيف الشعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته: النهاية في غريب الحديث (1 / 290) .
(2) (أقنى الأنف) : القنا في الأنف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. النهاية في غريب الحديث (4 / 116) .
(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند (3 / 17) وأبو داود برقم (4285) في المهدي، والحاكم في المستدرك (4 / 557) ، وقد أشار الشيخ الألباني إلى صحته في تخريج المشكاة برقم (5454) .
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 557 - 558) وقال: حديث حسن صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والحديث أورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2 / 336) ، وقال: هذا سند صحيح، رجاله ثقات.

(1/80)

فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ". ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال: " فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي» (1) .
قال ابن كثير - رحمه الله -: والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتتل عنده ليأخذه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق لا من سرداب سامرا، كما يزعمه جهلة الرافضة من أنه موجود فيه الآن وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان؛ إذ لا دليل على ذلك، ولا برهان لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان، إلى أن قال: " ويؤيده بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشدون أركانه، وتكون راياتهم سودا أيضا، وهو زي عليه الوقار؛ لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال له العقاب " إلى أن قال: " والمقصود: أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت كما دل على ذلك نص الأحاديث " (2) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة» (3) .
_________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان (2 / 193) .
(2) النهاية في الفتن والملاحم: (1 / 55، 56) .
(3) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان (2 / 193) .

(1/81)

وهناك رواية أوردها ابن القيم - رحمه الله - في المنار المنيف حدد فيها اسم الأمير الذي يصلي إماما وأنه المهدي بلفظ: «فيقول أميرهم المهدي: تعال صلّ بنا» . . . إلى آخر الحديث. ثم قال ابن القيم - رحمه الله - بعد أن أورد الحديث: وهذا إسناد جيد (1) .
وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض (2) خسف بهم، فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها؟ قال: يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته» (3) .
وعن حفصة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة، يبعث إليهم جيش، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» (4) .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، فقلنا: يا رسول الله، صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله؟ فقال: " العجب أن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش، قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم "، فقلنا: يا رسول الله، إن الطريق قد تجمع الناس، فقال: " نعم، فيهم المستبصر (5) والمجبور (6) وابن السبيل يهلكون مهلكا
_________
(1) المنار المنيف ص (148) .
(2) يقول النووي - رحمه الله - قال العلماء: البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها، وبيداء المدينة: الشرف الذي قدام ذي الحليفة أي إلى جهة مكة. شرح صحيح مسلم للنووي (18 / 5) .
(3) أخرجه مسلم في صحيحه. كتاب الفتن: (4 / 2209) .
(4) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن: (4 / 2210) .
(5) (المستبصر) : المستبين للشيء، القاصد له عمدا، يعني أنهم كانوا على بصيرة من ضلالتهم: النهاية في غريب الحديث (1 / 132) .
(6) (المجبور) : أي المكره على الخروج دون إرادته. النهاية في غريب الحديث (1 / 236) .

(1/82)

واحدا، ويصدرون مصادر شتى (1) يبعثهم الله عز وجل على نياتهم» (2) .
ففي هذه الروايات الثلاث عن أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - جميعا، إشارة صريحة للعائذ بالبيت وأنه من قريش، وأنه يؤيد بنصر الله، فيهلك الله أعداءه بالخسف.
وقد ورد أيضا في الأحاديث الصحيحة ذكر خليفة يكثر الخير في زمانه حتى إنه يحثو المال حثوا ولا يعده عددا ويعطيه للناس بدون عدد، ولكن الروايات هنا أيضا لم تحدد اسم هذا الخليفة.
فعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده» .
وفي رواية: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوا» (3) .
وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته بين الركن والمقام، فيجهز إليه رجل من قريش، أخواله من كلب، فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله، فتكون الدائرة عليهم، فذلك يوم كلب، الخائب من خاب من غنيمة كلب، فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال، ويلقي الإسلام بجرانه (4) إلى الأرض، فيعيشون بذلك سبع سنين أو قال: تسعا» (5) .
_________
(1) (مصادر شتى) : أي يهلكون جميعهم، ولكن مصادرهم عن الهلكة متفرقة، فمنهم إلى الجنة، ومنهم إلى النار على قدر أعمالهم ونياتهم: النهاية في غريب الحديث (4 / 15) .
(2) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن (4 / 2210) .
(3) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن (4 / 2234، 2235) .
(4) (بجرانه) الجران: باطن العنق، والمعنى: أن الإسلام قد قر قراره واستقام وطبقت أحكامه. لسان العرب (13 / 86) .
(5) أخرجه الطبراني في الأوسط (2 / 35) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7 / 318) : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.

(1/83)

وفي رواية أبي داود: ". . . «فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام» . . . " (1) الحديث.
ومن مجمل الروايات السابقة يتبين لنا أن المهدي رجل صالح يخرج في آخر الزمان، ويأوي إلى مكة هاربا من المدينة، فيبايع بين الركن والمقام عند الكعبة المشرفة، فيبعث إليه جيش لقتله فيخسف بهم، وينصره الله ويؤيده فيحكم بالإسلام، وينشر العدل بين الناس، ويعم الرخاء والنعمة بزمانه، ويلتقي مع نبي الله عيسى عليه السلام فيؤم الأمة وعيسى عليه السلام يصلي خلفه، ويخرج معه ويساعده على قتل الدجال، ويعيش سبعا أو تسع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون.

[المسألة الخامسة تواتر أحاديث المهدي]
المسألة الخامسة: تواتر أحاديث المهدي لقد نص على تواتر الأحاديث في المهدي تواترا معنويا عدد من الأئمة والعلماء:
يقول الحافظ أبو الحسن الآبري (2) " وقد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلا، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد (3) بأرض فلسطين، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه " (4) .
_________
(1) أخرجه أبو داود: كتاب المهدي (4 / 475) .
(2) هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السجستاني الآبري، المحدث، الحافظ، المؤرخ، صاحب مناقب الإمام الشافعي، توفي سنة 363 هـ.
سير أعلام النبلاء (16 / 299) ، شذرات الذهب (3 / 46) .
(3) لد: بالضم والتشديد، بلدة معروفة في فلسطين، قريبة من بيت المقدس، وهي التي ببابها يدرك عيسى عليه السلام الدجال فيقتله. معجم البلدان: (5 / 15) .
(4) انظر كلامه هذا في تهذيب التهذيب: (9 / 144) .

(1/84)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم " (1) .
ويقول الحافظ ابن كثير: " فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان، وهو أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، وليس بالمنتظر الذي تزعم الروافض وترتجي ظهوره من سرداب في سامرا، فإن ذاك ما لا حقيقة له ولا عين ولا أثر. . . وأما ما سنذكره فقد نطقت به الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه في آخر الدهر، وأظن ظهوره يكون قبل نزول عيسى ابن مريم كما دلت على ذلك الأحاديث " (2) .
ويقول العلامة محمد السفاريني في المهدي: " وقد كثرت بخروجه - أي المهدي - الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عد من معتقداتهم " (3) .
ويقول أيضا: " وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة وعن التابعين من بعدهم ما يفيد بمجموعه العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب، كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة " (4) .
ويقول العلامة محمد البرزنجي في كتابه - الإشاعة لأشراط الساعة -: " قد علمت أن أحاديث المهدي وخروجه آخر الزمان وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة عليها السلام بلغت حد التواتر المعنوي فلا معنى لإنكارها " (5) .
_________
(1) منهاج السنة النبوية: (4 / 95) .
(2) النهاية في الفتن والملاحم: (1 / 49) .
(3) لوامع الأنوار البهية: (2 / 84) .
(4) المصدر نفسه.
(5) الإشاعة في أشراط الساعة (236) .

(1/85)

ويقول العلامة محمد صديق خان بن حسن القنوجي (1) في كتابه - الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة -: " الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف روايتها كثيرة جدا تبلغ حد التواتر المعنوي، وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد " (2) .
وقال العلامة الشوكاني: " الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك وشبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا، لها حكم الرفع؛ إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك " (3) .
وقال العلامة محمد بن جعفر الكتاني (4) " والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال وفي نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام " (5) .
ويقول العلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي: " واعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل
_________
(1) هو أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن خان القنوجي، ولد في بريلي، وتعلم في الهند، قرأ وكتب كثيرا، وله مصنفات كثيرة منها: الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، الروضة الندية في شرح الدرة البهية، والدين الخالص، وغيرها، توفي سنة 1307 هـ. انظر: الأعلام للزركلي: (6 / 167 - 168) .
(2) الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة: 112 - 113.
(3) التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح. ورقة: (4، 5) .
(4) هو أبو عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الحسني الفاسي، مؤرخ ومحدث، ولد في فاس بالمغرب، ورحل في طلب العلم، له عدة مصنفات منها: نظم المتناثر من الحديث المتواتر، توفي سنة 1345 هـ. انظر: الأعلام (6 / 72 - 73) .
(5) نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص 174.

(1/86)

من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على إثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلاته.
وخرج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والبزار، والحاكم، والطبراني، وأبو يعلى الموصلي، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل: علي، وابن عباس، وابن عمر، وطلحة، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وأبي سعيد الخدري، وأم حبيبة، وأم سلمة، وثوبان، وقرة بن إياس، وعلي الهلالي، وعبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنهم (1) .
ويقول سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ما ملخصه: " أمر المهدي معلوم، والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها، وتواترها تواتر معنوي، لكثرة طرقها، واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها، فهي بحق تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق، وهو محمد بن عبد الله العلوي الحسني من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهذا الإمام من رحمة الله عز وجل بالأمة في آخر الزمان، يخرج فيقيم العدل والحق، ويمنع الظلم والجور، وينشر الله به لواء الخير على الأمة عدلا وهداية وتوفيقا وإرشادا للناس.
وقد اطلعت على كثير من أحاديثه فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره، وكما قال ابن القيم وغيره: فيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف المنجبر، وفيها أخبار موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سنده، سواء كان صحيحا لذاته أو لغيره، وسواء كان حسنا لذاته أو لغيره، وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا
_________
(1) عون المعبود شرح سنن أبي داود (11 / 361) .

(1/87)

انجبرت وشد بعضها بعضا، فإنها حجة عند أهل العلم. . . والحق أن جمهور أهل العلم - بل هو كالاتفاق - على ثبوت أمر المهدي، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان، أما من شذ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يلتفت إلى كلامه في ذلك " (1) .
وقد أحصى فضيلة شيخنا الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر - حفظه الله - في كتابه القيم عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر عدد الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي فبلغوا ستة وعشرين صحابيا، كما أحصى عدد الأئمة الذين خرجوا هذه الأحاديث والآثار في كتبهم فبلغوا ستة وثلاثين إماما، منهم أصحاب السنن الأربعة والإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وغيرهم، كما ذكر بعض من ألف في شأن المهدي، والذين حكموا على أحاديث المهدي بالتواتر، كما ذكر بعض العلماء المحققين الذين احتجوا بأحاديث المهدي واعتقدوا موجبها وهم جمع كبير.
وفي الجملة: فهي رسالة جيدة وقيمة في هذا الموضوع يحسن الرجوع إليها وقراءتها لما اشتملت عليه من فوائد عظيمة.

[المسألة السادسة أقسام الناس في المهدي]
المسألة السادسة: أقسام الناس في المهدي انقسم الناس في أمر المهدي إلى طرفين ووسط:
1 - أما المذهب الوسط: فهو معتقد أهل السنة والجماعة الذين يثبتون خروج المهدي على ما دلت عليه النصوص الثابتة التي ذكر فيها اسمه واسم أبيه ونسبه وصفاته وأنه خليفة راشد ومصلح يظهر في آخر الزمان يؤيده الله ويصلح به العباد والبلاد.
يقول الحافظ ابن القيم - رحمه الله - حينما تكلم عن أقسام الناس في المهدي عن معتقد أهل السنة والجماعة: " القول الثالث: أنه رجل من أهل بيت
_________
(1) نقلا عن كتاب: الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي لفضيلة شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله - ص: (157 - 159) .

(1/88)

النبي صلى الله عليه وسلم من ولد الحسن بن علي، يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت الأرض جورا وظلما، فيملؤها قسطا وعدلا، وأكثر الأحاديث على هذا تدل (1) ".
وقد سبق ذكر الأدلة التي تدل على خروجه وجملة من أقوال أهل العلم التي تبين معتقد أهل السنة والجماعة في المهدي.
2 - وأما الطرف الأول: فهم الذين ينكرون خروج المهدي قديما وحديثا من الذين ليس لهم خبرة بالنصوص وأقوال أهل العلم، تمشيا مع مذهبهم الباطل في نفي الأمور الغيبية التي لا تدركها عقولهم ولا توافق أهواءهم ويقولون: إن المهدي أسطورة وخرافة دخلت على أهل السنة من جهة الشيعة، ويقولون أيضا: إن الأحاديث الواردة فيه بعضها باطل والبعض الآخر متناقض.
وقد رد العلماء على هؤلاء وبينوا فساد قولهم ومخالفته لما ثبت في النصوص الصحيحة.
ومن أجمل الردود في هذا الباب ما كتبه فضيلة شيخنا الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله - في رسالته: الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي، وما كتبه فضيلة الشيخ حمود بن عبد الله بن حمد التويجري - رحمه الله - في كتابه الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر.
يقول شيخنا الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر - حفظه الله -: " أما الجواب عن السؤال الثاني فهو أني لم أقف على تسمية أحد في الماضين أنكر أحاديث المهدي أو تردد فيها سوى رجلين اثنين، أما أحدهما فهو أبو محمد بن الوليد البغدادي الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة، وقد مضى حكاية كلام شيخ الإسلام عنه وأنه قد اعتمد على حديث: «لا مهدي إلا عيسى ابن مريم» ، وقال ابن تيمية: وليس مما يعتمد عليه لضعفه، انتهى، وسبق في أثناء كلام الذين نقلت عنهم أنه لو صح هذا الحديث فالجمع بينه وبين
_________
(1) المنار المنيف ص (148) .

(1/89)

أحاديث المهدي ممكن. ولم أقف على ترجمة لأبي محمد المذكور.
وأما الثاني: فهو عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرخ المشهور، وهو الذي اشتهر بين الناس عنه تضعيفه أحاديث المهدي، وقد رجعت إلى كلامه في مقدمة تاريخه فظهر لي منه التردد لا الجزم بالإنكار، وعلى كل حال فإنكارها أو التردد في التصديق بما دلت عليه شذوذ عن الحق ونكوب عن الجادة المطروقة، وقد تعقبه الشيخ صديق حسن في كتابه الإذاعة حيث قال: " لا شك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين لشهر وعام؛ لما تواتر من الأخبار في الباب واتفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف إلا من لا يعتد بخلافه " وقال: " لا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود والمنتظر المدلول عليه بالأدلة، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر " (1) انتهى.
ولعل المنكرين في عصرنا الحاضر للمهدي متأثرون بهذين الرجلين.
3 - وأما الطرف الثالث: فهم من يغالي في أمر المهدي من الطوائف الضالة حتى ادعت كل طائفة منهم أن زعيمهم هو المهدي المنتظر، وقد أشار الحافظ ابن القيم - رحمه الله - إلى هؤلاء بقوله: وأما الرافضة الإمامية فلهم قول رابع وهو أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر، من ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن، الحاضر في الأمصار، الغائب عن الأبصار، الذي يورث العصا، ويختم الفضا، دخل سرداب سامراء طفلا صغيرا من أكثر من خمسمائة سنة، فلم تره بعد ذلك عين، ولم يحس فيه بخبر ولا أثر، وهم ينتظرونه كل يوم!! يقفون بالخيل على باب السرداب ويصيحون به أن يخرج إليهم: اخرج يا مولانا، اخرج يا مولانا، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان، فهذا دأبهم ودأبه، ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا؟
فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا
_________
(1) وانظر عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر ص (210، 211) .

(1/90)

ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم، وضحكة يسخر منهم كل عاقل (1) .
وبهذا يتبين أنه لا يلتفت إلى ضعف مَن ضعَّف أحاديث المهدي أو كذب بها ممن ليس من فرسان هذا العلم ولا يعتد بخلافه. وأما الذين أنكروا خروج المهدي في آخر الزمان وأنه لا مهدي سوى عيسى ابن مريم احتجاجا بحديث: «لا مهدي إلا عيسى ابن مريم» (2) فإن هذا الحديث لا تقوم به حجة؛ لأنه حديث ضعيف ومداره على محمد بن خالد الجندي وهو رجل ضعيف.
قال القرطبي: " قيل إن هذا الحديث لا يصح لأنه انفرد بروايته محمد بن خالد الجندي، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ الجندي هذا مجهول، واختلف عليه في إسناده. . . والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم لها دونه " (3) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " الحديث الذي فيه «لا مهدي إلا عيسى ابن مريم» رواه ابن ماجه وهو حديث ضعيف، رواه عن يونس عن الشافعي عن شيخ مجهول من أهل اليمن لا تقوم بإسناده حجة " (4) .
وقال الحافظ الذهبي في ترجمة محمد بن خالد الجندي: قال الأزدي: منكر الحديث، وقال أبو عبد الله الحاكم: مجهول.
_________
(1) المنار المنيف ص (152) .
(2) أخرجه ابن ماجه في سننه (2 / 1340) ، والحاكم في المستدرك (4 / 442) وقال: فذكرت ما انتهى إلي من علة هذا الحديث تعجبا لا محتجا به في المستدرك على الشيخين - رضي الله عنهما - فإن أولى من هذا الحديث ذكره في هذا الموضع حديث سفيان الثوري. . . عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ".
(3) التذكرة (2 / 723) .
(4) منهاج السنة النبوية (4 / 211) .

(1/91)

قلت: - القائل الذهبي - حديثه: «لا مهدي إلا عيسى ابن مريم» ، وهو خبر منكر أخرجه ابن ماجه.
وقال الحافظ الذهبي أيضا: " فأما حديث «لا مهدي إلا عيسى ابن مريم» فضعيف، فلا يعارض هذا الأحاديث (1) .
فهذا الحديث الضعيف لا يعارض به الأحاديث الصحيحة الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في شأن المهدي، وعلى فرض صحة هذا الحديث فإنه كما قال الإمام القرطبي: يحتمل أن يكون قوله عليه الصلاة والسلام: «ولا مهدي إلا عيسى» : أي لا مهدي كاملا معصوما إلا عيسى، وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض (2) ويقول العلامة ابن قيم الجوزية: ولو صح لم يكن فيه حجة؛ لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الساعة، وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وحكمه بكتاب الله، وقتله اليهود والنصارى، ووضعه الجزية، وإهلاك أهل الملل في زمانه، فيصح أن يقال: لا مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا ما وقى وجه صاحبه، وكما يصح أن يقال: إنما المهدي عيسى ابن مريم، يعني المهدي الكامل المعصوم " (3) .
ويقول الحافظ ابن كثير: " وعند التأمل لا يتنافيان، بل يكون المراد من ذلك أن المهدي حقا هو عيسى ابن مريم، ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا، والله أعلم " (4) .
_________
(1) ميزان الاعتدال (3 / 535) .
(2) التذكرة (2 / 723) .
(3) المنار المنيف (148) .
(4) النهاية في الفتن والملاحم: (1 / 58) .

(1/92)